بويع الأمير عبد القادر (أميرا على الجزائر) في مدينة (معسكر) بتاريخ ٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٨٣٢ م. غير أن هذه البيعة كانت محدودة، إذ لم يكن الذين بايعوا الأمير يمثلون الجزائر كلها. وقد عرف الأمير منذ البداية، أن وحدة القيادة لبناء دولة الحرب هي العامل الأساسي للنجاح. فمضى لتحقيق هذه الوحدة، وعندما حاول بعض الزعماء المحليين الخروج على الطاعة والجماعة، استفتى العلماء والفقهاء فقرروا بالإجاع مقاتلة المرتدين، حتى لو قصروا في تنفيذ شرط واحد مثل أداء الضرائب ودفع الزكاة، وأرسل الأمير عبد القادر بهذه الفتوى إلى علماء مراكش يستثيرهم في شرعيتها، فأفتوا بصحتها وعلق عليها سلطان مراكش بما يلي:(إن هذه الفتوى موافقة للسنة والقياس والإجماع وأن من عرض لتنفيذها، أو أولها تأويلا آخر، فإنه يعتبر من الظالمين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون). وأصبح باستطاعة الأمير، الاستناد إلى هذه الفتوى، لمحاربة أعداء الدين، أعداء الداخل، والذين كان بعضهم قد أخذ في توطيد صلاته بفرنسا، وبعضهم لا زال يحاربها غير أنه لا يرغب في الخضوع لسلطان هذا الشاب الذي لا يعتبر من وجهة نظرهم أكثر من