للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ج - الشيخ أحمد توفيق المدني]

ما من كتاب صدر عن الجزائر، أو تعرض للجزائر، خلال الفترة الممتدة من سنة ١٩٢٥ - ١٩٨٠ إلا وكان للشيخ أحمد توفيق المدني ذكره مقترنا بأفضل ما يطمح إليه الإنسان من الذكر الحسن والإشادة بأجمل الفضائل. وإذا دل ذلك على شيء فإنما يدل على الأثر العميق الذي تركه في حياة الجزائر الدينية والاجتماعية والسياسية خلال مراحل الجهاد الأفضل والصراع الأمثل.

وقف الشيخ أحمد توفيق المدني، وإلى جانبه القائد فرحات عباس، في نيسان - إبريل - ١٩٥٦ ليعلن من القاهرة، تأييد جمعية العلماء للثورة، وانضمام مجاهديهم إليها وكان ذلك تحولا حاسما في حياة الثورة. لكن قصة الشيخ المدني لم تبدأ في هذه المرحلة، إن قصته مع الثورة قصة طويلة تعود إلى نعومة أظفاره، وأيامه الأولى مع الحياة، لقد خلق ليكون ثائرا.

ويتحدث الشيخ أحمد توفيق المدني عن حياته، فيقول: (في إحدى الديار العربية التي يرجع عهد بنائها إلى العصر الحفصي الأخير بتونس، ولدت يوم ١ تشرين الثاني - نوفمبر - ١٨٩٩ - الموافق ٢٤ جمادى الثانية سنة ١٣١٧ هجرية. سليل عائلتين من كرام المهاجرين المجاهدين الجزائريين. أما الأب فهو محمد بن أحمد بن محمد المدني مولدا، القبي الغرناطي، من السادة الأشراف. ولد بالحضرة الجزائرية، وتلقى علومه العربية بالجامع الكبير، وكانت به بقية من كبار علماء الجزائر. أما جده فقد كان أمين

<<  <  ج: ص:  >  >>