وتنظيم أمورهم، ومتابعة دراستهم والاهتمام بهم - كلما توافرت فرصة من أدهينة لزيارة تونس في أموره التجارية - وقد اضطلع هذا بواجبه على أكمل وجه، فلم يشعر الطلاب بأية معاناة أثناء تعلمهم.
وبعد أن أكملوا دراستهم عادوا إلى الجزائر لمتابعة الجهد الذي بدأه شيخهم مبارك. فتكونت بذلك القاعدة الإسلامية الصلبة في الأغواط. حيث عمل الشيخ أحمد بن التهامي شطة والشيخ أبو بكر ابن بلقاسم الحاج عيسى ومعهما رجال الإصلاح على إنشاء مدرسة الشبيبة في سنة ١٩٤٥، وتم الانتهاء من إقامة هذه المدرسة وبنائها في سنة ١٣٦٦ و (١٩٤٧ م).وحضر حفل تدشينها الشيخ الإبراهيمي والشيخ إبراهيم بن عمر بيوض. وكانت إقامة هذه المدرسة تتويجا للجهود التي بذلها الشيخ مبارك في الأغواط.
تابع الشيخ مبارك جهاده في كل الميادين التي اقتحمتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، غير أنه لم تتح له فرصة اقتطاف ثمار جهده، أو رؤية آثار عمله - شأنه في ذلك شأن أستاذه وشيخه عبد الحميد بن باديس، فمضى للقاء ربه يوم الجمعة ١٣٦٤ هـ = ٩ شباط (فبراير) ١٩٤٥، عن عمر يناهز (٤٨) عاما. تاركا وراءه لدنيا الجزائر أثرا لا يمحى (هو تاريخ الجزائر الحديث) ومخلفا من بعده أجيالا تسير على نهجه وتكمل أداء (الرسالة الخالدة) رسالة الإسلام والعروبة والجزائر.