للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير أن تلاميذ الشيخ وأنصاره من الأغواطيين تصدوا للمجرم، وانتزعوا منه مسدسه، وكادوا يفتكون به. وعيل صبر السلطة الاستعماري في الأغواط فطلبت إلى مشايخ الطرق إرسال عرائض تطلب طرد الشيخ مبارك من الأغواط وإغلاق مدرسته. ومارست في الوقت ذاته ضغطا على موظفيها وأعوانها من الأغواطيين لمضايقة الشيخ وإزعاجه. وشعر الشيخ مبارك بالدائرة تضيق من حوله، والأنصار يبتعدون خائفين عنه. وعرف أنه بات من المحال عليه الاستمرار في أداء دوره والاضطلاع بواجبه، فحزم حقائبه، ورحل في سنة ١٣٥٠ هـ = ١٩٣١ م، عائدا إلى بلده (الميليه). بعد أن قضى ثمانية أعوام من عمره في الأغواط (١).

كان الشيخ مبارك قد أرسل إلى الزيتونة بتونس مجموعة من أنجب طلابه سنة ١٣٤٧ هـ = ١٩٢٧ م ضمت: أحمد بن التهامي شطة، وأبو بكر بن بلقاسم، وأحمد بن بوزيد قصيبة، ومحمد الطيب الحفصي، ومحمد بن أدهينة بن الحاج عيسى، وعمر بن الساسي؛ وكلف أدهينة بن الحاج عيسى بمرافقتهم إلى تونس


(١) الأغواط: مدينة في شمال وادي ميزاب، تبعد عن مدينة بريان أول مدن ميزاب من جهة الشمال بثلاثة وسبعين ميلا ونصف الميل. وهي في جنوب مدينة الجزائر وتبعد عنها بمائتي ميل وثلاثة أميال. والأغواط مدينة جميلة في شمال الصحراء. تمتاز بحسن موقعها، وجمال تكوينها وسحرها الخلاب! فهي مدينة تجمع بين سحر الصحراء وجمالها، وحسن الشمال وفتونه. والأغواط مدينة قديمة بنيت على وادي - أمزي - وهو واد كبير ينحدر من الجنوب الشرقي لجبال عمور في الشمال، فيمر على الأغواط، ويذهب مشرقا في جنوب الأطلس الصحراوي فيسقي بلادا كثيرة، حتى ينتهي في سباخ - ملفيغ - في جنوب (سيدي عقبة) وهو أكبر واد في الصحراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>