الصعوبات في جهادهما المرير لإنقاذ المسلمين من براثن الصليبية الإسبانية. وما يقدمه أبناء المغرب الإسلامي من الجهد والتضحيات ضد أعداء الدين، وما يحتاجونه من الدعم والمساعدة. فتقبل السلطان (سليم) الهدية، ورد عليها بإرسال (١٤) سفينة محملة بالرجال الأشداء المقاتلين مع كميات جيدة من الأسلحة والذخائر والتجهيزات، ووصل هذا الدعم عند عودة (عروج) إلى قاعدته في (جيجل) فسا عدت على رفع الروح المعنوية للمجاهدين. وزادتهم تصميما على إجراء محاولة جديدة ضد (بجاية). فتم حشد السفن والمدافع الضخمة والمواد التموينية والأسلحة والذخائر التي تكفي لحملة طويلة الأمد. وعندما كان (عروج) في سبيله للتحرك نحو (بجاية) للمرة الرابعة وصل إلى (جيجل) وفد من مدينة (جزائر بني مزغنة) وقابل (عروج) وشرح له ما يلقاه المجاهدون بمدينة (بولكين بن زيري) من عنت وإرهاق. وأكدوا إخلاص شيخها (سالم التومي) واستعداده للتعاون مع (الأتراك العثمانيين).
أ - من جيجل إلى الجزائر.
طلب (أهل الجزائر) إلى (عروج) إنقاذ مدينتهم من الخطر الإسباني الذي كان يتهددهم باستمرار من الحامية الإسبانية التي نزلت بحصن الصخرة - البنيون - وهو الحصن الذي حصل عليه الإسبان في سنة (١٥١٠ م) بالاتفاق مع ممثلي الجزائر. وعكف الأخوان (عروج وخير الدين) على دراسة الموقف فتبين لهم أن باستطاعة الحامية الإسبانية توجيه مدفعيتها من جزيرتها - البنيون - لتدمير الجزائر في كل وقت، ونتيجة لذلك فإن باستطاعتهم احتلال الجزائر متى شاؤوا , وأن احتلال الإسبان لهذه المدينة التاريخية الهامة،