للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - الاستفتاء العملي والبيعة الشعبية

عندما كانت فرنسا تتنكر للصفة التمثيلية التي تتمتع بها الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد لشعب الجزائر المجاهد، كانت هذه الحكومة قد أصبحت راسخة الجذور، ثابتة الأركان، وليس أدل على ذلك من أنها كانت قد اكتسبت الاعتراف الرسمي لأكثر من ثلاثين دولة، تمثل نحو ثلثي سكان العالم. وعلى هذا فقد كان من الطبيعي أن ترد (الحكومة الجزائرية) على تهديدات الجنرال ديغول - بالتقسيم - بإعلان الإضراب في الجزائر كلها، في مدنها وقراها، في جبالها وسهولها، الى آخر أكواخها وخيامها. لقد أعلنت الحكومة الجزائرية اليوم الخامس من شهر تموز - يويو - ١٩٦١ ليكون (اليوم الوطني ضد التقسيم). ولقد أصبح ذلك اليوم تاريخيا في حياة الجزائر، وكانت النتيجة فوق ما يتوقع أكثر الناس تفاؤلا؛ فلقد أضربت الجزائر لمدة (٢٤) ساعة، وأخفقت كل وسائل الإرهاب لإحباط الإضراب. وفي الجزائر - العاصمة - وحدها، حشدت السلطة الاستعمارية أكثر من (٣٥) ألفا من رجال الجيش والشرطة ليقمعوا المظاهرات العامة، ولم تكن هذه مظاهرات عادية، في

<<  <  ج: ص:  >  >>