ومضت الأيام والشهور والسنين، بعضها آخذ برقاب بعض، والشيخ عبد الحميد بن باديس يخوض معركة المصير على كافة الجبهات، وفي كل الميادين، من صراع ضد السلطات الاستعمارية وأعوانها إلى صراع ضد الانحرافات المذهبية، ومن معركة للرد على أعداء الدين في الخارج إلى معركة أخرى ضد ظواهر الضعف والتمزق في المجتمع الجزائري المسلم، كل ذلك والحرب مستمرة على أشدها بين الطرقية التي انتقلت من مواقع الهجوم إلى مواقع الدفاع في محاولة للدفاع عن وجودها ومصالحها، غير مدركة في الحقيقة أين تكمن مصلحتها الحقيقية بعد أن أفسدها الاستعمار. وكان هذا التحول برهانا أكيدا على انتصار حركة الإصلاح الإسلامي التي كان يقودها بعزم رائع وإرادة صلبة، وايمان عميق وحجة دامغة وعلم غزير، الشيخ المجاهد عبد الحميد بن باديس، ومن وقف إلى جانبه في ساعة العسرة من المؤمنين الصادقين أمثال: العالم الجليل مبارك الميلي والشيخ الطيب العقبي والشيخ البشير الإبراهيمي والشيخ العربي التبسي