للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشيخ أحمد توفيق المدني وسواهم. وكانت هذه الحركة تدعو في مجموعها إلى أفكار المصلح الإسلامي الأكبر، شيخ الإسلام (ابن تيمية). واتخذت (مجلة الشهاب) شعارا لها قول الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه -: (لا يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).

اكتسبت الحركة الإصلاحية الإسلامية قدرتها وقوتها من خلال الصراع المستمر، ومن خلال تجاوزها للتحديات المتتالية، وعبر تحركها اليقظ والحذر على طريق التقدم والتطور. وهكذا فما أن مضت فترة عشرين سنة تقريبا حتى أصبحت جذور الحركة عميقة، وأصبح لها قاعدتها الصلبة وبات بالمستطاع الانتقال من التحرك الفردي إلى التحرك الجماعي المتكامل، ومن العمل السري - إذا صح التعبير - إلى العمل العلني، ومن الجهد غير المنظم إلى الجهد المنظم. وكان من نتيجة ذلك أن تداعى المخلصون المؤمنون لتدارس الموقف، فتقرر توجيه دعوة للعلماء من أجل الاجتماع في نادي (الترقي) لتحقيق هدف محدد وواضح تضمنته بطاقة الدعوة وفيها: (جمع العلماء من كل الطوائف ومن كل المذاهب الموجودة بالجزائر حتى تمثل وحدة وطنية صميمة. ومعالجة ما تجابهه البلاد من تصادم بين الفكرتين الأساسيتين وهما: الإصلاح والطرقية. فكما أن رجال الإصلاح الإسلامي يكونون ولا ريب في طليعة هؤلاء العلماء، إلا أنه يجب أن يكون ضمن العلماء أيضا رجال من الطرقية. فداخل هذه البوتقة الصالحة يجب أن ينصهر الجميع، ويخرج منها الشعب الجزائري الأصيل، شابا، صالحا، عملاقا ... إن الواجب يقضي بإقامة

<<  <  ج: ص:  >  >>