١ - مناخ البحر الأبيض المتوسط: ويسود في المنطقة الشمالية، وفوق سلسلة الأطلس التل من تلمسان حتى مدينة سوق أهراس، بل يتوغل في الأراضي التونسية حتى مدينة تونس، وفي الأراضي المغربية حتى مدينة طنجة. ويحده جنوبا خط (لانزوفيتس ٣٥٠ مم) وهو الخط الفاصل بين مناخ الاستبس في الجنوب، ومناخ البحر الأبيض في الشمال. ويتميز هذا الأخير بفصلين متباينين، أحدهما مطير دافىء طويل، وهو فصل الشتاء، والثاني فصل جاف حار قصير وهو فصل الصيف. ويكاد الجو يكون صافيا طول السنة مع اعتدال في الطقس مما جعل من هذه المنطقة مشكاة سحرية وروضة غناء، ذات غابات خضرة، وأشجار صنوان وغير صنوان من بلوط وصنوبر وعرعار وأرز وريحان. وقد ساعدت هذه البيئة الطبيعة الجميلة منذ القديم على ظهور حضارات عريقة كانت ممتدة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط (الحضارة الفينيقية) حيث صفاء الجو ونور الشمس وسكون الطبيعة، كل ذلك مما ساعد الانسان على التفكير والابداع وإنتاج حضارة رائعة لا زالت ترسل بظلالها حتى اليوم.
٢ - مناخ الاستبس: تتراوح أمطاره بين (٣٥٠مم) و (٢٠٠ مم) ويمتد الى الجهات الجنوبية من المناخ السابق، ويشمل أراضي النجود والأطلس الصحراوي. ويلاحظ هنا المناخ القاري بوضوح من فوارق حرارية يومية وشهرية متطرفة، وأمطار قليلة، ورطوبة نسبية منخفضة. ويعتبر المناخ الاستبسي مناخا انتقاليا بين مناخ الصحراء في الجنوب، ومناخ البحر الأبيض المتوسط في الشمال، وتسود به الحشائش القصيرة والفقيرة، تتخللها في بعض الأحيان الشجيرات المتباعدة بعضها عن بعض. وأهم هذه الحشائش: الشيح ونباتات الحلفاء التي تعتبر مصدرا من مصادر الثروة الجزائرية، إذ منها يصنع