لم يكن عروج وأخوه خير الدين، وهما في قاعدتهما في (حلق الوادي) بعيدين عن مسيرة الأحداث وتطوراتها وفي الوقت ذاته كانت أخبار غزوات الأخوين تتردد بقوة في وسط المجاهدين الذين قهرتهم القوة الاستعمارية الغاشمة، وتألب عليهم حكامهم من المتعاونين مع أعداء الدين. وقام المجاهدون في صياصي جبالهم بالاتصال مع الأخوين (ذوي اللحى الشقراء) طالبين إليهما التدخل والتعاون لنصرة الدين. وجاءت نكبة (بجاية) لتزيد من خطورة الموقف. فشكل العلماء والأعيان من أهل بجاية وفدا قابل عروج وناشده إنقاذ بجاية من قبضة العدو. وكذلك فعل ملك (قسنطينة) أبو بكر الحفصي، وجمع عروج وخير الدين رجالهما، وتشاوروا في الأمر، وقرروا المبادرة بتلبية النداء، واتفقا مع جماعات المجاهدين القريبين من بجاية وفي بلاد القبائل أنهما قادمان توا، وتم الاتفاق على موعد للإلتقاء عند أسوار (بجاية).
وأخذت وفود المجاهدين في الوصول إلى قرب المدينة، ونزلت جماعات من القبائل المستوطنة في جبال زواوة، فتجمع حوالي ثلاثة