لم تكن الجزائر المجاهدة (المحروسة) يوم اجتاحتها جحافل الغزاة البرابرة بالبلد الفارغ من القدرة (فقد كان سكانه في حدود العشرة ملايين). ولم يكن أفراد شعبه بالجهلة، (فقد كان معظم أبنائه من المتعلمين الذين يجيد أكثرهم القراءة والكتابة) وإذا كانت بعض التخصصات العلمية مفقودة، فقد كان هناك ما يملأ هذا الفراغ من الخبرات الطبية المتوارثة والتي عادت اليوم للظهور رغم كل تطور علمي وتقني (التداوي بالأعشاب والطرائق الطبيعية الخ ..) ولم يكن الشعب الجزائري فقيرا، أو بائسا، فقد كانت موارده وفيرة وتجارته مزدهرة بحسب كل الشواهد المتوافرة. ولم يكن أفراد هذا الشعب يجهلون استخدام السلاح، إذ كانت لهم خبراتهم القتالية بسبب ممارساتهم المستمرة للجهاد في البر والبحر.
من هنا ظهرت الصعوبة الأولى التي جابهت الإرادة الاستعمارية والتي أصيبت بالإحباط إذ أنها لم تتمكن بعد انتصارها الأولي من الحصول على انتصارات سهلة ورخيصة. ولكن على الرغم من ذلك، فلا بد من الإشارة إلى الثغرات التي ظهرت في