وفي معاقل الثوار، تم لقاء بين الصحفي المصري - إلهامي حسين - والقائد (عمران) في أواخر سنة (١٩٥٦) حيث قام (إلهامي حسين) بتحقيق داخل خطوط النار في الجزائر، وتعرض خلال الاثني عشر يوما التي أمضاها هناك لأخطار كادت تؤدي بحياته. وفي تلك الفترة، كان (القائد عمران) قد حل محل (بن بللا) الذي اختطفته فرنسا مع أربعة من رفاقه المجاهدين. وطرح (إلهامي حسين) على القائد مجموعة من الأسئلة، كانت إجاباتها صادقة وواضحة وصريحة، وهي تمثل الموقف العسكري خلال تلك الفترة التاريخية:
* - ما هي حقيقة الموقف الآن في الجزائر؟
- تتعاظم قوة جيش التحرير الجزائري يوما بعد يوم، وإن تنظيمنا وجهادنا يحققان الانتصار العسكري على العدو. وقد أصبح الشعب الجزائري اليوم كله مجندا للقيام بواجبه العسكري. وفي الوقت نفسه، يتأكد جند الاستعمار الفرنسي من عدم جدوى تلك الحرب التي يشنونها علينا بدون وجه حق. ويتأكد المسؤولون الفرنسيون أيضا من فداحة الخسائر المالية والمادية التي يبذلونها من غير أمل بتحقيق نصر حاسم على الثورة.