* - باعتبارك مسؤولا عسكريا، ما هي المناطق التي يسيطر عليها جيش التحرير الوطني الجزائري؟
- للإجابة على هذا السؤال أعطيك مثلا قدمه الفرنسيون أنفسهم، لقد استطاعت المخابرات الجزائرية أن تحصل على خريطة وزعتها القيادة الفرنسية على ضباطها، وفيها توضح مناطق الجزائر وتقسها بحسب درجة خطورتها على الفرنسيين. وقد اتضح أن نصف الجزائر مناطق خطيرة جدا، غير مسموح للفرنسيين بارتيادها إلا في مجموعات مدعمة بالدبابات والطائرات. والربع في الجبال، وهو ممنوع ارتياده نهائيا. وأما الربع الباقي فهو المدن ذاتها، والنشاط فيها متروك للمقاومة السرية، ويسيطر جيش التحرير الوطني الجزائري سيطرة تامة على مناطق بأكملها: وهي منطقة: وهران، وشمال قسنطينة كلها، ومنطقة جبال وارسنيس، وجبال بوزجرة، والأوراس، وسيدي ناجي، ومنطقة وادي الصومام، وجبال جرجره. وكل هذه المناطق يسيطر عليها جيش التحرير الجزائري سيطرة تامة، حيث يقوم جيش التحرير بأعمال الشؤون الصحية والإجتماعية وجباية الضرائب، ورعاية الأهالي، وشؤون الزراعة والتموين.
* - تردد الصحافة الفرنسية في هذه الأيام بأنكم ستقومون بهجوم عام وشامل، فما هي الحقيقة؟
إن فرنسا تقول ذلك حتى تثبت للعالم أننا لا نحارب إلا قبل انعقاد الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة. ولكنني أقول للعالم: أننا في حرب دائمة منذ الفاتح من نوفمبر - تشرين الثاني (١٩٥٤) وحتى اليوم. حقيقة أن الحرب بدأت على نطاق محدود، ولكنها بلغت من التنظيم والدقة من ناحيتنا الآن حدا جعل الفرنسيين