للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - الجزائر في منظور الاستعماريين

ما أن انطلقت الرصاصت الأولى في الجزائر، في الفاتح من تشرين الثاني - نوفمبر-١٩٥٤، (مع فجر عيد جميع القديسين) حتى أصيب الاستعماريون الفرنسيون بالذعر، لقد أصابت تلك الرصاصات قلب الاستعمار، وكان تحرر الجزائر هو آخر ما يضعه دهاقنة الاستعمار في مخيلتهم، وجاء أول رد فعل رسمي على لسان وزير الداخلية الفرنسي (فرنسوا ميتيران) الذي أعلن: (الجزائر هي فرنسا، من الفلاندر إلى الكونغو، هناك قانون واحد، ومجلس نيابي واحد، وبذلك فهي أمة واحدة، هذا هو دستورنا، وتلك هي إرادتنا). وأعقب هذا الإعلان بتصريح آخر: (إن المفاوضات الوحيدة هي الحرب) (١). وتتابعت التصريجات المتاشبهة، ومنها: (إن فرنسا هنا في ديارها، أو على الأصح فإن الجزائر وجميع سكانها جزء لفرنسا، كما أنها جزء لا يتجزأ منا، إن مصير الجزائر فرنسي، وهو اختيار قررته فرنسا،


(١) ٥ و٧ تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩٥٤ (ملفات وثائقية-٢٤ - وزارة الإعلام والثقافة -الجزائر) آب - أوت - ١٩٧٦ ص ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>