أشجار الزيتون المختلطة بشجيرات الضرو، والعلائق، والحمايرة وبوحداد، وسيسنو، والريحان، والدوم. وبهذا الاختلاط تكون غابات أشجار الزيتون غطاء نباتيا متشابكا يصعب اختراقه، لكن رائحة أشجاره المتنوعة تنعش الألباب، وتذكي القرائح، وتبعث بالراحة والسرور في الأنفس، في كل فصل من فصول السنة، وبالخصوص في فصل الربيع الذي تزهر فيه الأشجار والشجيرات، وتتوالد فيه الطيور، وتكثر فيه الينابيع المتدفقة. وتمتاز أشجار الزيتون بأوراقها القصيرة السميكة، وتكون في اتجاه مائل بالنسبة للشمس، وهي صلبة ذات لون أخضر فاتح بالجهة العلوية، وفضية بالجهة السفلية المقابلة لسطح الأرض، ومغطاة بطبقية شمعية تقيها شدة التبخر في فصل الصيف. ولعل أهم ما يميز مناخ البحر الأبيض المتوسط هو أشجار الزيتون التي تظهر حيث يظهر هذا المناخ، ولهذا يمكن اعتبارها الحد الفاصل لإقليم نباتات البحر الأبيض المتوسط.
د - ٢ - إقليم الاستبس: ويمتد الى الجنوب من إقليم البحر الأبيض المتوسط، وهو إقليم انتقالي بين الصحراء في الجنوب، والتل في الشمال. وجكم موقعه، فإن آثار الانتقال ظاهرة بوضوح على تخومه الشمالية والجنوبية، إذ تظهر أشجار الزيتون عند تخومه الشمالية، وشجيرات الدرين عند تخومه الجنوبية.
تقل الأمطار نسبيا في إقليم الاستبس ويزداد الجفاف، وتأخذ الفوارق اليومية والفصلية في الارتفاع، كما تتزايد الذبذبات المطرية وضوحا، وبذلك يأخذ المناخ القاري في الظهور، وقد أثر هذا المناخ المتطرف في الحياة النباتية. فبدل الغابات التلية، تظهر بأرض النجود الشجيرات المتباعدة بعضها عن بعض، وتظهر الحشائش القصيرة ال