بكفاءة عالية. فأوقعت بالقوات الإفرنسية خسائر فادحة. وأدركت قيادة القوات الإفرنسية أنه بات من المحال الاستمرار في المقاومة والتعرض للمزيد من الخسائر، فقررت الانسحاب، وبدأت بتنفيذ ذلك تحت قصف المدفعية الجزائرية وتحت ضغط القوات المتعاظم (في يوم ٣١ كانون الأول - ديسمبر). وقد تم في البداية نقل (١٢٠٠) جريح إلى السفن، ثم سحبت بقية القوات الإفرنسية التي تركت فوق أرض المعركة أكثر من ألفي قتيل. وقامت القوات الجزائرية بممارسة ضغط قوي حتى أمكن لها إرغام الإفرنسيين على ترك مدفعيتهم وأسلحتهم وأمتعتهم فوق ميدان المعركة (وكان من بينها مائة مدفع). وزاد من فداحة الكارثة بالنسبة للقوات الإفرنسية غرق سفينتهم (القمر - لالون) والتي كانت تحمل ألف ومائتي مقاتل غرقوا جميعا مع سفينتهم أثناء تنفيذ عملية الانسحاب.
[ب - الإغارة على الجزائر (١٦٨٢م)]
أدى فشل هذه العملية إلى تصعيد الصراع ضد فرنسا، التي قررت تنفيذ عملية انتقامية ضد الجزائر عهدت بتنفيذها لقوة من (٣٦) سفينة حربية تولى قيادتها الأميرال (دوكين).
وغادرت هذه القوة الموانىء الفرنسية يوم ١٢ تموز - يوليو - (سنة ١٦٨٢) فوصلت إلى المياه الإقليمية لمدينة (شرشال) يوم ٢٥ من الشهر ذاته، وشرعت على الفور بقذف قنابلها على شرشال، غير أن هذه القنابل لم تحدحث خسائر تذكر، باستثناء سفينتين جزائريتين تم إغراقها في الخليج. وانتقل الأسطول بعد ذلك إلى الجزائر، فوصل مياهها الإقليمية يوم ٢٩ تموز - يوليو - وأخذ بتنفيذ (تظاهرة قوة) رافقها إرسال إنذار للجزائر من أجل قبول المطالب الإفرنسية، غير أن الجزائر