على الثورة، فاتهم (آغا العرب) بالخيانة، وطلبه للمحاكمة، وخرج هو بالجيش الإفرنسي إلى (بئر خادم) ومن هناك وجه جزءا من الجيش إلى (القليعة) وإلى (سوق علي) قرب (بوفريك) التي كانت قاعدة الثوار. وقد اشترك في القتال الذي دار في بداية شهر تشرين الأول - أكتوبر - ١٨٣٢ م، كل من الجيش الإفرنسي، وفرقة (صيادي إفريقية) وفرقة (الزواف) الخاصة، وانتهت المعركة بهزيمة المجاهدين الثوار وانسحابهم إلى الجبال والمدن المجاوره. (وفر الآغا محيي الدين مع الحاج سيدي السعدي والتحقا بالأمير عبد القادر، حيث أصبح الآغا محيي الدين خليفة للأمير عبد القادر على مدينة مليانة).
[د - ثورة الآغا محيي الدين بن المبارك]
لم يكن الآغا (محيي الدين بن المبارك) مغمورا في قومه، فقد كان قائدا مرابطا في (مدينة القليعة) عندما اقتحمت القوات الإفرنسية الجزائر. وقد حاول القائد الإفرنسي (برتزين) إخماد الثورة اللاهبة في سهل متيجة عن طريق تعيين (محيي الدين بن الصغير بن سيدي مبارك) في منصب (آغا العرب). غير أن محيي الدين لم يقبل المنصب إلا بعد أن تعهدت له فرنسا بدفع مبلغ (٧٠) ألف فرنك سنويا. وتعهد لها هو ببقاء العرب جيث هم، بشرط أن يبقى الإفرنسيون حيث هم أيضا. وبعبارة أخرى، كان هذا الشرط تجميدا للأوضاع، وأصبح الإفرنسيون محاصرين في مدينة الجزائر. والتزم الطرفان بتنفيذ هذه الشروط في سنة ١٨٣١م. وكان (الآغا) يوصي في جميع رسائله إلى القائد العام الإفرنسي، بعدم السماح لأي إفرنسي أن يتصل بالأهالي أو يذهب إليهم، وكان يصر