على أن يكون هو الصلة الوحيدة بين العرب والإفرنسيين. ويذكر بعض المؤرخين أن مراسلاته القليلة قد أصبحت هي وسيلة الإفرنسيين الوحيدة للتعرف على أحوال العرب. وقد مارس (الآغا محيي الدين) قيادته لقومه بحكمة وكفاءة، فأمكن له بذلك، وبفضل ما عرف عنه من التقى والورع، فرض سلطته ونظامه على العرب في المنطقة ووضع حدا لأعمال الفوضى. وقام بعزل بعض شيوخ القبائل وتعيين غيرهم، فعين الحاج (محمد المخفي) شيخا على قبائل الخشنة، خلفا لابن العمري الذي قتل أثناء الثورة. وأبقى (أحمد بن أورشيف) على قبائل (بني موسى)، و (مسعود بن عبد الواد) على قبيلة (السبت) وكان الرجلان قد شاركا في الثورة ضد فرنسا. وعين أيضا (العربي بن موسى) على قبائل (بني خليل) خلفا (لمحمد بن الشرقي). وقد جاءت هذه التعيينات فدعمت من قوة قادة الثورة، الأمر الذي أغضب الإفرنسيين إذ أنه عزلهم وجردهم من كل اتصال مع الأهالي. فعملت الإدارة الإفرنسية على اتهام الآغا بأنه يعمل لحسابه الخاص، وأنه كان يتصل بالقبائل لتشجيعها على الثورة ضد فرنسا، وأنه عندما قامت هذه الثورة العامة قد انضم إليها سرا. وأن تظاهره بالعجز هو من أجل دعم الثورة. وزاد موقفه حرجا بعدوان الإفرنسيين على (قبيلة العوفية) في (٧ نيسان - أبرل - ١٨٣٢ م). حيث لم يكن باستطاعة القبائل العربية إلا الانتصار بعضها لبعض، وكان لا بد (للآغا محيي الدين) من أن يتخذ موقفا واضحا ضد الإفرنسيين وممارساتهم، مما أغضب القائد العام الإفرنسي الذي - عزل الآغا - عن منصبه. وعين (حمدان بن عثمان خوجة) ليكون الواسطة بينه وبين الآغا. وخصص شرطة خاصة لمضايقة الآغا ومطاردته وتتبع أخباره ومراقبة تحركاته. كما أخذ في انتهاك الاتفاق