بهذه الحركات الخفيفة المنظمة، تمكن جيش التحرير من بث الذعر والفوضى في صفوف العدو الذي فقد صوابه. وقد تمكنت قوات جيش التحرير من حصار (فم الطوب) و (آريس) وقطع جميع المواصلات الهاتفية والبرقية بينهما وبين بقية المدن، ودام الحصار ثلاثة أيام كاملة، كانت تصل خلالها النجدات والمؤن لحاميتي المركزين بواسطة الطائرات العمودية. وسيطر جيش التحرير على منطقة الأوراس التي تبلغ مساحتها (١٢) ألف كيلو متر مربع سيطرة مطلقة وقضى على جميع المراكز الاستعمارية في هذه المنطقة. أما في جبال (جرجرة) - القبائل، فقد ظهرت فيها القوات الوطنية فجأة، واستولت عليها، وأحاطت بـ (تيزي أوزو) أكبر مدينة فيها.
وأسرعت الإدارة الإفرنسية في الجزائر بطلب النجدات من فرنسا. وفي ٣ تشرين الثاني - نوفمبر - (أي في اليوم الثالث لاندلاع الثورة) نزلت في ميناء عنابة ثلاث كتائب من المظليين تم استقدامهم من فرنسا بأمر من رئاسة الحكومة. وكانت القوات الافرنسية بالجزائر يوم انفجار الثورة، تضم (٤٩,٧٠٠) مقاتل. وعلى الرغم من ضخامة هذه القوات، فإنها ظلت عاجزة حتى عن حماية نفسها، ولم يتسن لها