يظهر العرض السابق أن الجزائر عاشت حياة الثورة الكامنة أحيانا والثورة الدموية في أحيان أخرى منذ أن وطئت أقدام الغزاة الاستعماريين ثرى الجزائر الطهور. غير أن قوة القمع الوحشية وأساليب الحرب الصليبية (الحضارية) تمكنت من إسقاط عدد كبير من المواطنين الجزائريين في شباكها - ولو أن هذا العدد الكبير بقي بالنسبة لعدد مسلمي الجزائر قليلا ومحدودا - وقد استطاعت الإدارة الاستعمارية الإفادة من هذه المجموعة الساقطة من المجتمع الجزائري - في تكوين تيار لا هو فرنسي ولا هو إسلامي، وظيفته خدمة المخططات الاستعمارية الصليبية في الجزائر، دون التمتع بأي امتيازات. وكان لا بد من خلق تيار مضاد، وهنا ظهر دور (رابطة علماء المسلمين الجزائريين. في تنظيم هذا التيار الذي كان موجودا دونما ريب، غير أن هذه الرابطة استطاعت توحيد الجهد في تيار واحد، وفي ذلك ظهرت كفاءة القائد العظيم ابن باديس. وقد وصف الزعيم الجزائري - عباس فرحات - هذا التيار بقوله: