ترددت أصداء كارثة (تلمسان) بقوة في ضمائر أبناء الجزائر الأحرار، واجتمع المسؤولون فيها من الشيوخ والزعماء - أهل الحل والعقد - لمناقشة الموقف بعد استشهاد (عروج) وقرروا أن يسندوا إلى (خير الدين) واجب (إمارة الجهاد) بعد أخيه، وألحوا عليه في ذلك، لكنه اعتذر عن قبول الإمارة، وأعرض عنها، وأبلغ المسؤولين في الجزائر أنه يعتزم السفر إلى عاصمة الخلافة (استانبول) على أمل الحصول على أسطول جديد يساعده على متابعة الجهاد في سبيل الله في البحر, وأجابه علماء الجزائر: بأن الله يوجب عليه الجهاد في هذه المدينة - الجزائر - لحماية المسلمين، وأن الدين لا يسمح له بتركها نهبا للمفترسين، فأجابهم عندئذ بقوله:
(لقد بقيت منفردا دون أخوتي - الذين استشهدوا جميعا فوق أرض الجزائر - وقد رأيتم ما فعله بنا صاحب تلمسان من بني زيان، واستعانته علينا بغير ملتنا حتى كفانا الله أمره. وصاحب تونس الحفصي الذي لا يرى ضرورة نصرتنا وإعانتنا والذي أسلمنا للعدو بمنع البارود عنا - أثناء حملة بجاية - لولا لطف الله. فالرأي هو أن نصل