للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقيادة (غارسيادي لابلازا) ودارت مذبحة ضارية في ظروف غير متكافئة. ودافع (عروج) عن نفسه بثبات وعناد لا يمكن وصفهما -مستخدما في ذلك يده الوحيدة - حتى لم يبق معه أكثر من عشرة رجال سلكوا مسلكه، وأظهروا مثل ثباته وعناده بعد أن تحصنوا بجدران (زاوية سيدي موسى). وعندما أبيد هؤلاء الرجال العشرة، وقف (عروج) وجها لوجه أمام خصمه (غارسيا) واستمرت المبارزة بينهما حتى سقط الاثنان بضربتين قاتلتين متبادلتين.

استشهد (عروج) كأفضل ما يكون عليه الاستشهاد، ومضى إلى حيث سبقه أخواه من قبله، وأدى واجبه في الدفاع عن الإسلام والمسلمين حتى آخر نقطة من دمه (١) غير أن حجم الكارثة كان أكبر من كل تصور، فمضى الإسبان في فرحتهم، وخيم الحزن والأسى على مدينة الجزائر. وكانت الصدمة قوية بصورة خاصة بالنسبة (لخير الدين الذي عرف حياة الجهاد من خلال أخيه، غير أن شعور أهل الجزائر بالصدمة لم يكن أقل من شعور خير الدين، ذلك أنهم وضعوا آمال مستقبلهم على عاتق (عروج) كما شعروا معه بحلاوة النصر على أعداء الدين. وعرفوا قبل ذلك وبعده أهمية الدور الذي يمكن للمغرب الأوسط (الجزائر) الاضطلاع به في قيادة الجهاد في سبيل الله ..


(١) انظر قراءات (٣) في آخر الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>