ميدان المعركة في الوقت المناسب، واضطر إلى العودة بدون أن يشترك فعليا بالقتال.
وشددت القوات الإسبانية قبضة الحصار على (قلعة المشور) وتكبدت الحامية خسائر فادحة حتى لم يبق مع (عروج) أكثر من خمسمائة تركي. غير أن إرادة القتال لم تضعف لدى هؤلاء المجاهدين الذين صمموا على متابعة المعركة حتى نهايتها. وجاءت هذه النهاية سريعا، فقد تقدمت جماعة من المسلمين إلى (عروج) في صبيحة يوم عيد الفطر تستأذنه في السماح لها بممارسة عادتها في إقامة صلاة العيد بمسجد (المشور)، ووافق (عروج) على ذلك، وما إن دخلت هذه الجماعة إلى الحصن، حتى انتضت سيوفها وأخرجت أسلحتها التي كانت تخفيها في طيات الثياب. وانقضت على الحامية التركية التي بوغتت بهذه الهجمة. فسقط عدد من أفراد الحامية، وتمكن البقية من استعادة سيطرتهم على أنفسهم بسرعة، فأعادوا تنظيم دفاعهم، وانقضوا على هؤلاء الغادرين، ونجحوا في القذف بهم إلى خارج الأسوار، وأعادوا تنظيم أمورهم، غير أن الخسائر الفادحة التي تكبدتها الحامية أقنعت عروج بضرورة الخروج من هذا المأزق. فقرر شق طريقه عبر القوات القائمة على الحصار، والوصول إلى الساحل حيث تتوافر له فرصة أفضل لجمع الأنصار وتنظيمهم، ريثما يتمكن أخوه (خير الدين) من إرسال قوة دعم بحرية تحمل دعما جديدا لقواته.
ونظم (عروج) قوته وانطلق بها من (قلعة المشور) حيث اتجه نحو الغرب عبر الممرات الضيقة المؤدية إلى الساحل، وعندما وصل إلى (جبال بني سناسن) أحاطت به قوة إسبانية تضم خمسين فارسا