لم يقبل كل المسؤولين الإستعماريين في فرنسا - والجزائر - بمعاهدة (عبد القادر - دو ميشال) ولا قبل بها كل المسؤولين من عرب الجزائر المسلمين، وكانت حوافز الرفض للمعاهدة متباينة لدى الطرفين، ومختلفة في كل طرف من الطرفين أيضا، وكان لا بد للأمير عبد القادر من خوض صراع مرير ضد المناوئين والخصوم الذين ظهروا بغتة ليشكلوا جبهة واحدة ضد الأمير. وكان من أكثر ما أزعج الأمير وآلمه هو وقوف (بنو عامر) ضده وامتناعهم عن دفع الضرائب نظرا لتوقف الحرب - من وجمهة نظرهم وقد كان هؤلاء هم أكثر أتباعه غيرة وحماسة، وبفضلهم أمكن له تحقيق معظم انتصاراته. وأمام هذا الموقف لجأ الأمير إلى عدوه القديم وحليفه الحالي (مصطفى ود بن إسماعيل) وكلفه بإعداد قبائل (الدوائر والزمالة) في تلمسان لتأديب بني عامر وإخضاعهم. واغتنم الزعيم (ابن إسماعيل) الذي كان على رأس (المخزن التركي) هذه الفرصة السانحة للانتقام من أعدائه القدامى وقاهريه، وفرح بما تضمنه له هذه الفرصة من غنائم وفيرة، بقدر فرحته في تدعيم هيبته على القبائل التابعة له نتيجة اعتماد الأمير عليه في تنفيذ مهمة من أخطر المهام. غير أن حدثا تدخل بصورة طارئة