لدو ميشيل أو من يعمل في ركابه من أن يلمح بسيف العدوان في وجوهنا). فسكت (عبد الله ميسون) واعتذر للحاضرين، وعرف أن مهمته ليست بالمهمة السهلة، لا سيما وقد أخذ الأمير الذي كان يقابله ببشاشة في تتبع خطواته، وكلف عددا من أبناء الجزائر بمراقبة كل تحركاته حتى لا يثير الشك في أذهان
المواطنين. وبدأت العزلة تحيط به حتى وجد نفسه مرغما في النهاية على الكتابة للحكومة الإفرنسية معتذرا عن الاستمرار في تنفيذ مهمته، وشارحا لها الموقف القوي للأمير عبد القادر بقوله:(إن الأمير على صلة متينة بتونس والمغرب وليبيا ومصر ومكة. وأن أمير مكة الذي يعتبر خليفة للمسلمين قد أعانه كثيرا، وهو يتلقى منه كل تأييد وتشجيع. ولهذا لن تتمكن فرنسا من السيطرة على الأمير إلا إذا أوقفت هذه الإعانات المستمرة).