الانتقال إلى العمل، من شأنه التأثير على الروح المعنوية لأفراد التنظيم، وسيضعف من قدرة التنظيم، ويعرضه لضربات الإدارة الاستعمارية. وهكذا وبينما كان التنظيم السري (الشرف العسكري) يستعد للانطلاق بالثورة، وقع حادث في قسنطينة سنة ١٩٥٠ أدى إلى كشف هذا التنظيم، وتمكن رجال الشرطة الإفرنسية من وضع قبضتهم على شبكة التنظيم. فاعتقلوا المئات من الأعضاء. غير أن الإدارة الإفرنسية لم تكتشف شبكة التنظيم في منطقة (القبيلة) فبقي هذا التنظيم سليما حتى جاءت الثورة (١٩٥٤). واجتمعت اللجنة المركزية لحركة انتصار الحريات الديموقراطية بعد هذا الحادث، وقررت حل المنظمة الخاصة مؤقتا، لأنها رأت أنه ليس من المجدي الاحتفاط بجيش قائم في فترة انتظار طويلة. وأضافت أنها ترى أن الحاجة تدعو فقط إلى تدريب هيئة قيادة وبعض الخبراء الفنيين، قبل بضعة أشهر من بدء الحركة الفعلية. وأدى حل المنظمة إلى نوع من شعور الجفاء بين (مصالي الحاج) و (مجموعة الشبان) قادة التنظيم السري الذي جهدوا كثيرا في إنشاء هذا الجيش. وقد برهنت تنظيمات الجيش السري وأسلحته، على أنها ذات فائدة لا تقدر بثمن، وذلك عندما تفجرت الثورة الكبرى سنة ١٩٥٤.
[(ب) اللجنة الثورية للوحدة والعمل]
أدى اكتشاف منظمة (الشرف العسكري) في قسنطنية، إلى قيام الإدارة الإفرنسية بهجمة إرهابية شرسة، تمت خلالها مطاردة زعماء التنظيم واعتقال بعضهم، وهكذا اختفى من على المسرح (بن بللا) و (عبان) و (بوضياف) و (بن طوبال) و (بوصوف)