للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرنسا (٢٠٠) ألف جزائري خلال تلك الفترة - من العمال - وعلى كل حال - فقد كان رد (الثورة) على ذرائعية الاستعمار الفرنسي، واضحا في البيان التالي:

[ب - رسالة من جبهة التحرير الوطني إلى الفرنسيين]

رغم التحديات والمراهنات المتتالية للسيدين (غي موليه) و (لاكوست). ورغم انتصار واقعية الرأي العام الفرنسي وانضمامه إلى جانب الشعب الجزائري، فإن حرب الجزائر تزداد تأزما. ونحن الآن على عتبة اللامفهوم، وقبيل حدوث ما لا تحمد عقباه ولذا فإن الذين يحاربون باسمكم - الذين ضدهم تسفك دماء أوليائكم وأقاربكم - هؤلاء الناطقون باسم شعب واع بأنه مضطهد، واضطهاده ثمن خديعة أنتم ضحيتها، هؤلاء الرجال يريدون اليوم أن يتوجهوا إليكم رسميا من أجل أن تكف هذه الفضيحة، فضيحة القلب والعقل.

وما من شك أن أبشع شيء في هذه المأساة الدامية هو هذا الجو من اللامعقول، واللاشعور الذي تجري فيه، لماذا هذه المجازر؟ كيف تم الوصول إلى ذلك؟ ما هي القيم الحقيقية والعميقة التي هي موضوع الخلاف؟ إلى أين هم متجهون؟

إن هذا الجهل الذي تعانيه أغلبية الرأي العام الفرنسي وعدم قدرتها على إعطاء معنى للمغامرة الجزائرية، تلك هي نتيجة دعاية طويلة أبرزها تلك الكذبة التي ترمي إلى وصف الثورة الحالية كعاصغفة في يوم صحو أو كحدث غير متوقع، واللامعقول في تاريخ هذه المقاطعات الثلاث، وظاهرة لا تمت للواقع بأية صلة.

إنه يجدر بكم رفض هذا الكذب، فإن ما يدفع للضحك اليوم وإلى السخرية هو إنكار اندفاع الشعب الجزائري بكامله في هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>