الأسطول العثماني. وعندها كلف (خير الدين) نائبه (محمد حسن آغا) بإدارة أمور المملكة الجزائرية وتوجه إلى عاصمة الإمبراطورية العثمانية فوصلها في شهر كانون الأول - ديسمبر ١٥٣٥م.
أصبح باستطاعة (خير الدين) وهو في مركزه الجديد، أكثر قدرة وأشد عزيمة لمتابعة الجهاد ضد الإسبانيين وأنصارهم، وقد عمل على إقناع السلطان سليمان بضرورة شن الحرب على البنادقة، وتم له ذلك في سنة ١٥٣٧، وعندها انصرف (خير الدين) إلى إدارة الحرب بكفاءة عاليه بحيث لم تمض أكثر من ثلاث سنوات حتى استطاع تجريد البنادقة من كل ممتلكاتهم في بحر إيجه حتى سواحل كريت (أقريطش) وتينوس وميقونرس. ولكن اهتمامه الأكبر بقي مركزا على (الجزائر) التي أحبته وأحبها، وأخلص لها بقدر ما أخلصت له. ومن أجل ذلك أيد بحماسة بالغة مبدأ التحالف مع ملك فرنسا (فرنسيس الأول) ضد إمبراطور الغرب (شارلكان). غير أن تصعيد الصراع على حدود أوروبا البرية وفي شرق البحر الأبيض المتوسط قوبل بتحولات خطيرة على مسرح المغرب العربي الإسلامي واعتمد (شارلكان) هنا على (أعداء الداخل) أكثر من اعتماده على (القدرة العسكرية) للوصول إلى أهداف (الحرب الصليبية الشاملة).
[ج - أعداء الداخل في غياب (خير الدين)]
عرف الإفرنج الصليبيون عامة والإسبانيون الكاثوليكيون منهم بصورة خاصة، أن ضعف المسلمين عامة إنما يكمن داخلهم أكثر مما يكمن في قدراتهم وإمكاناتهم. وقد أثبتت تجاراب الصراع في الحروب طويلة الأمد على جبهتي الشرق والغرب، في الشام والأندلس، أن الانتصارات التي أحرزها الصليبيون لم تكن إلا بسبب تمزق العرب