المسلمين وتشتتهم. ولهذا فقد اعتمد قادة الإفرنج باستمرار على الخداع والتفرقة أكثر من اعتمادهم على قوة السلاح، وإذا ما تم استخدام قوة السلاح، فهو من أجل دعم السلاح الأول وزيادة فاعليته. وهكذا جاء (شارلكان) ليسير على سياسة أسلافه وليعمل على تطويرها، فبث جواسيسه وعملاءه في كل مكان، وأخذ في استثمار التناقضاتة المتوافرة من أجل اقتطاف ثمارها. وقد يكون من الصعب استعراض الأساليب المختلفة والطرائق المتنوعة التي تم استخدامها في هذا المضمار، ولعل الإشارة إلى بعضها كافية لإبراز الملامح العامة لما كان عليه الموقف في تلك الحقبة التاريخية من الصراع على جبهة المغرب العربي الإسلامي.
كان محمد السابع (١٥٢٤) بن عبد الله الثاني حاكم تلمسان قد وصل إلى الحكم بدعم الحراب الإسبانية، وثار عليه أخوه عبد الله الذي ناصره جده لأمه عبد الرحمن بن رضوان أحد شيوخ قبيلة بني عامر. ووقف الإسبان خلف الأخوين، يحرضانهما، ويستثيرانهما.
وها هو تقرير كتبه الحاكم العام لوهران (بيدرو دي لودي) ورفعه للأسقف بتارخ ٢٠ آب أغسطس - ١٥٣١ وفيه ما يلي:
١ - (يخوض الملك عبد الله حربا ضد أخيه عبد الله، وقد أرسل مولاي عبد الله جيشه لقتال أخيه محمد، ووقعت معركة يقال أن النصر فيها كان لجماعة عبد الله، لكن قائد بني راشد جاء على رأس خمسمائة من الرجال، فاضطر أخو الملك إلى الانسحاب، وجميع عرب المملكة قائمون اليوم: بعضهم مع الملك وبعضهم مع الأمير عبد الله. وأنا أظن أن كل العرب في هذه الناحية الشرقية من المملكة سينضمون إلى الأمير عبد الله إذا ما حل بهذه الساحة. ونرجو أن يقع الأمر على هذا