للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنوال، لأن أخا الملك أصبح حليفنا، وبذلك سنمسك بجميع خيوط اللعب ويستطيع صاحب الجلالة - إمبراطور إسبانيا - أن يفيد من الموقف حسب إرادته - وأنا أعتقد أن ذلك ممكنا، إذا ما أخذنا بهذه الطريقة: جلالة الإمبراطور يؤيد عبد الله ويعترف به ملكا، ويسلم إليه قسما مهما من الأراضي التي سننتزعها من قبضة الأتراك. لكننا مع ذلك لا نقوض سلطان ملك تلمسان، ونترك له ما بيده من الأرض. وبهذه الطريقة سيعلن الإثنان سرورهما ورضاهما، وسيكونان معا عونا لنا على محاربة - خير الدين بربروس - إن ملك تلمسان، (مولاي محمد) قد دعا إليه أحد اليهود من هنا - وهران - ولا ريب أنه سيتخذه واسطة للدخول في مفاوضات معنا. أما العرب الذين أرسلهم لنا الأمير محمد، فقد اعتبروا دعوة هذا اليهودي لتلمسان فضيحة، وبذلت جهدي لتهدئة خواطرهم. وهذا ما يحدث غالبا لمن يتعامل مع الطرفين المتصارعين في وقت واحد).

٢ - وجاء في رسالة الدكتور (لبريخا كوريجبدور) من وهران إلى الإمبراطور بتاريخ ٢ أيلول (سبتمبر) ١٥٣١ ما يلي:

(أبذل قصارى جهدي لإقناع عرب المملكة - تلمسان - بأن ينضموا إلينا، وأعتقد أن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تمكننا من معاقبة ملك تلمسان على عدم وفائه بعهوده، وعلى عدم سماحه للعرب بأن يبيعونا المؤن كما كانوا يفعلون من قبل. ولقد دخلت في مفاوضات مع الأمير عبد الله، مع حرصي على أن يعرف الملك - مولاي محمد - ذلك بصفة رسمية، حتى يعلم مدى الخسارة التي تلحق

به من جراء امتناعه عن خدمة جلالتكم. وقد طلب إلي الملك أن أرسل له شخصا للتفاوض معه منذ خمسة عشر يوما، فبعثت إليه باثنين

<<  <  ج: ص:  >  >>