للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المقدمة]

إنها أيام جزائرية خالدة، والخلود لله وحده، ولكن في حياة الأفراد كما في حياة الشعوب أحداث تترك أثرا عميقا يبقى ثابتا ما دامت الحياة متدفقة في مسيرتها التي لا تتوقف، إلا أن يشاء الله ويبقى ذلك الأثر الثابت قويا، حيا، نابضا، لأنه يمثل ذروة الصراع في الحياة الإنسانية حيث تلتقي الحياة والموت عند نقطة المصير. تلك هي أحداث الثورة الجزائرية بكل ما حفلت به أيامها ولياليها طوال السنوات التي فصلت بين ليل الاستعمار وفجر الجزائر الجديد -فجر الاستقلال.

و (الأيام) كلمة استخدمها العرب منذ القديم للدلالة على أحداث بارزة في حياتهم، كان لها دورها في حياتهم، فكان (يوم الفجار) و (يوم ذي قار) و (يوم داحس والغبراء)، وجاء الإسلام فحافظ العرب المسلمون على تراثهم وتقاليدهم، فكات لهم: أيام العراق، وأيام القادسية، ويوم الجسر (المروحة)، ويوم نهاوند (فتح الفتوح)، ويوم اليرموك. وتمضي الأيام، ويسجل العرب المسلمون تاريخهم على صفحة التاريخ، لا يمضي جيل إلا ويضيف يوما جديدا إلى سجل المجد والخلود، حتى لتكاد صفحات التاريخ تفيق بما تحتويه. ويأتي على الأمة العربية والإسلام حين من

<<  <  ج: ص:  >  >>