قد يقف الباحث أو المؤرخ حائرا أمام هذا الركام المتناقض من المقولات، وهو يحاول تقويم الموقف الصحيح للأمير خالد. وقد تتزايد حيرته إذا ما حاول إجراء مثل هذا التقويم بعيدا عن إطاري الأحداث الزماني والمكاني، بمعنى إسقاط الموقف العام - الدولي والمحلي - لتلك الحقبة التاريخية وإهمال الموتف الخاص لما كان عليه موقف مراكز القوى الاستعمارية والإسلامية في الجزائر خلال مرحلة تصدي الأمير خالد لتوجيه مسيرة الأحداث. وهنا قد يكون من المناسب قبل كل شيء الأخذ ببعض المعطيات التي أصبحت بمثابة المسلمات الوصفية نظرا لالتقاء كثير من وجهات النظر المتباينة عندها، وأبرزها:
١ - لقد ظهر الأمير خالد - في المرحلة الوسيطة بين تطور الهجوم الاستعماري الشامل، وبين البدايات المبكرة للهجوم المضاد للاستعمار عامة. يؤكد ذلك التوسع الاستعماري الذي أعقب الحرب العالمية الأولى (باسم الانتداب أو الحماية أو