أصبحت الجزائر مؤهلة لمجابهة كل عدوان، فهي تمتلك قدرات قتالية رائعة، ولها أسطولها الحربي المستقل ولها إدارتها الذاتية، وإن لم تكن قد عرفت بعد الحدود المميزة بينها وبين جارتيها في المشرق والمغرب. وقد ألقى ذلك عليها واجب قيادة الجهاد في سبيل الله في المغرب العربي الإسلامي كله ذلك هو الوضع الذي كانت عليه الجزائر بعد تلك الجهود الضخمة والتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب في المغرب الأوسط تحت قيادة (خير الدين بربروس) وبالتعاون معه حتى أبعد الحدود، ولكن قبل أن يمضي (خير الدين) إلى جوار ربه سبقه رفيق جهاده ونائبه على الجزائر (محمد حسن آغا). وعلى أثر ذلك أصدر السلطان سليمان القانوني قراره بتعيين (حسان) الإبن الوحيد لخير الدين بربروس، واليا على الجزائر، وكان ذلك وفاء لما قدمه خير الدين من الجهد للإسلام والمسلمين، واستجابة لرغبة الجزائرين. وبرهن (حسان خير الدين) أنه جدير بالثقة التي منحها له الجزائريون، فتولى قيادة الجهاد في سبيل الله، بكل ما ورثه عن أبيه من كفاءة وتجربة، وبكل ما توافر له من العزم والتصميم والإخلاص.
وقد جابهته منذ بداية عهده في الولاية قضية (تلمسان)، حيث كان حاكمها (أبو زيان- أحمد الثاني) قد تولى الملك بدعم من إدارة