للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجزائر، واعترف بالوحدة مع الجزائر. غير أنه ما لبث أن خضع للمؤامرات الخارجية وانساق في تيارها وأخذ في التقرب من الإسبانيين والإبتعاد عن أهله وأبناء دينه الجزائريين. وأدى ذلك قبل كل شيء إلى تدهور علاقاته مع قومه وأعوانه في تلمسان الذين ما لبثوا أن قرروا خلعه عن العرش ومبايعة أحد إخوته (الحسن). فتوجه (أبو زيان) إلى (وهران) طالبا الدعم من الإسبانيين، مقدما لهم التعهدات بأن يحافظ على إخلاصه وتبعيته لهم. وقرر حاكم وهران (الكونت د. الكوديت) اغتنام هذه الفرصة، فجهز جيشه، وانضمت إليه جموع الخاضعين للإسبانيين من (بني عامر وفليته وبني راشد- وعلى رأسهم قائدهم المنصور بن بوغانم) وتقدموا إلى تلمسان لإبعاد ملكها الحسن وإعادة تنصيب (أبو زيان) على عرش المدينة. وما أن علم (حسان خير الدين) بتحرك الجيش الإسباني وحلفاؤه من وهران، حتى قاد الجيش الإسلامي، وانطلق من الجزائر في محاولة للسيطرة على محاور التحرك ومنع الإسبانيين من الوصول إلى هدفهم. وبذلك يتمكن من دعم حليفه الملك الحسن في تلمسان، وذلك في شهر آب - أغسطس - ١٥٤٧.

اصطدمت قوات المسلمين بالقوات الإسبانية عند بلدة (عربال) الواقعة على بعد خمسة وعشرين كيلو مترا إلى الجنوب من وهران (وإلى أسفل البحيرة المالحة). واستعد الطرفان للمعركة، ولكن قبل وقوع الاشتباك بوغت (حسان خير الدين) بخبر وفاة أبيه، وأعقب ذلك موجة من الذهول والاضطراب اجتاحت المغرب الإسلامي، وخشي (حسان) أن يؤدي ذلك إلى ظهور أحداث خطيرة في عاصمة الدولة، فقرر العودة فورا إلى الجزائر، ونظم قواته، وانسحب في اتجاه (مستغانم). وأدرك (الكونت د. الكوديت) سبب هذه الحركة إذ كان

<<  <  ج: ص:  >  >>