قد عرف بدوره خبر وفاة (خير الدين بربروس) وما أحدثه ذلك من الشعور بالفراغ المريع، فقرر بدوره اغتنام حده الفرصة، ومطاردة (حسان) على أمل تحويل عملية الانسحاب إلى هزيمة لقوات المسلمين تساعده على احتلال (مستغانم). غير أن (حسان) وصل إلى مستغانم بكامل قوته، في الوقت الذي استولى الإسبانيون على (مازغران) دونما قتال. وفي (مستغانم) عقد (حسان) مؤتمرا مع القادة من أهل المدينة والمجاهدين فيها. وتقرر الدفاع عن المدينة، وصد العدو عنها مهما بلغ الثمن، ومهما تطلب ذلك من جهد وتضحيات. وتوجه الرسل من (مستغانم) لاستنفار العرب واستقدام قوة الحامية المدافعة عن تلمسان. ووصلت القوات الإسبانية إلى أمام أسوار (مستغانم) حيث احتدم القتاد طوال ثلاثة أيام متوالية، ولما لم يكن الإسبانيون يتوقعون مثل هذه المقاومة، فقد أصيبوا بخيبة أمل مريرة، غير أن ذلك لم يضعف من تصميمهم على احتلال المدينة وأدى ذلك إلى تصعيد حدة القتال.
وأثناء ذلك، كانت حامية تلمسان قد انطلقت للجهاد، وانضمت إليها جموع المجاهدين، ووصلت هذه القوات إلى ميدان المعركة يوم ٢١ - آب (أغسطس) فحدث نوع من التوازن في القوى. وقام الإسبانيون بهجوم قوي على المدينة، وأمكن هم خمس مرات رفع راياتهم فوق بعض أسوارها. وكان المجاهدون في كل مرة يقومون بهجوم مضاد يطردون فيه الإسبانيين من المواقع التي يحتلونها، ويسدون الثغرات التي تظهر في مواقعهم الدفاعية. واستمر الصراع المرير حول (مستغانم) أسبوعا كاملا. وعرف (الكونت د. الكوديت) أنه أخطأ في تقدير الموقف. وأنه لا قبل له فى الاستمرار بخوص معركة تستنزف قوته في حين كانت قوات المسلمين تتعاظم باستمرار.