حاولت إسبانيا بعد استيلائها على وهران والمرسى الكبير الوصول إلى سلم مع الجزائر، غير أن هذه رفضت الدخول في أية تسوية سلمية طالما بقيت القوات الإسبانية فوق أرض الجزائر. واستمرت المفاوضات فترة طويلة، تتوقف فترة لتستأنف في مرحلة لاحقة. وأمكن في النهاية الوصول إلى اتفاقية لتبادل إطلاق سراح الأسرى فقط، وعقدت الاتفاقية الأولى في شهر تشرين الأول - أكتوبر - سنة ١٧٦٨ م. واشترط الجزائريون أن تطلق إسبانيا جميع من لديها من أسرى المسلمين مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسبانيين الموجودين في الجزائر فقط. وبموجب هذا الاتفاق أطلقت إسبانيا سراح (١٢٠٠) أسير مسلم مقابل (٧١٢) أسير إسباني. وأعيد تطبيق هذه الاتفاقية ذاتها في سنة ١٧٧٣، واشترطت الجزائر في هذه المرة إطلاق سراح أسيرين مسلمين مقابل كل أسير إسباني، وبذلك أطلقت إسبانيا (١١٠٦) أسيرا من المسلمين - هم كل من كان لديها - مقابل إطلاق الجزائريين سراح (٥٧٠) أسيرا من الإسبانيين.
ظنت الإدارة الإسبانية بعد ذلك، أن الظروف قد باتت مناسبة لها لتوجيه حملة هدفها تدمير مدينة الجزائر وإخضاعها، إذ كانت الدولة الجزائرية في حال حرب مع معظم الدول الأوروبية، وكان الأسطول