للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودينهم، وكان زعيم عائلة ابن القاضي في (كوكو) وهو (محمد بن محمد) من أبرز المتآمرين. وكان شارلكان في حاجة بعد هزيمته لدعم مثل هؤلاء الخونة. فدعم اتصالاته بهم.

وفي تلمسان، قاد (أبو زيان) شقيق الملك محمد - المرتبط بمعاهدة تحالف مع (شارلكان) حركة تمرد، ودعمه (محمد حسن باشا) بالقوات وأمكن دحر (الملك) وإخراجه من تلمسان. وعندئذ تحرك حاكم وهران (الكونت د. الكوديت) لدعم (الملك محمد). ووقعت معركة بين (الملك محمد والقوات الإسبانية) من جهة وبين (أبو زيان) والقوات الوطنية الجزائرية من جهة أخرى عند (شعبة اللحم) على نحو ستة كيلو مترات إلى الشمال الشرقي من (عين تموشنت). وبعد قتال ضار انتصر المسلمون، وتمكنوا من إبادة القوة الإسبانية في شوال ٩٥٠ - هـ (كانون الثاني - يناير - ١٥٤٣). وعندما علم (شارلكان بالكارثة الجديدة، أرسل جيشا من (١٥) ألف مقاتل إلى حاكم وهران بمهمة الاستيلاء على (تلمسان) وأخضاعها من جديد، واستطاع السلطان محمد حشد مثل هذا العدد. فأمكن له بذلك استعادة سيطرته على تلمسان. غير أن أخاه (أبا زيان) عاد فنظم قواته، ودعمه أهل تلمسان والمسلمون، وأمكن له في (معركة الزيتون) الانتصار على أخيه (الملك محمد) الذي فر إلى بلاد (انكاد) للاستنجاد بقبيلتها القوية. غير أن هذه القبيلة، وقد عرفت خيانته وتعاونه مع أعداء الدين، عملت على قتله هو ومن معه، وانتهت بذلك حياة أخطر أعداء الداخل وعادت تلمسان لتسهم مع الجزائر في بناء المستقبل.

[هـ - الصفحة الأخيرة في حياة (خير الدين)]

لم يكن (خير الدين) وهو في عاصمة الإمبراطورية

<<  <  ج: ص:  >  >>