(وردتني معلومات جديدة وموثوقة من الجزائر تفيد بأن الأتراك أنقذوا خمسا من السفن - الإسبانية - التي سحبت أربع منها سالمة إلى الساحل، أما الخامسة فمصابة بعطب بسيط. كما أخرج - الجزائريون - من الماء ستين مدفعا بين كبير وصغير - منها عشرين مدفعا ضخما. وأرسل حسن آغا مندوبا منض قبله إلى ملك تلمسان (الملك محمد) يسأله الإعانة استعدادا لتلقي صدمة الأرمادا الجديدة. كما أرسل مندوبين عنه إلى (فليز - أوباديس) على الساحل الشمالي المغربي من أجل صناعة سفن وابتياع أشياء تحتاجها مدينة الجزائر. كذلك أرسل - حسن آغا - مندوبين اختارهم من بين الفضلاء، وجهزهم تجهيزا حسنا، إلى (حامد بن سليمان) وهو الآن شيخ محلة ملك تلمسان، يسأله القدوم لنجدته في الوقت الذي يعينه له. فأجابه الشيخ حامد: بأنه سيقدم حالا للنجدة إذا بقي على رأس المحلة. كذلك استصرخ حسان آغا لنجدته القائد المنصور وكبار المرابطين بالمملكة التلمسانية).
تلقى (محمد حسن آغا) والي الجزائر ونائب (خير الدين) لقب (الباشا) مكافأة له على ما قدمه من جهد، وما بذله من تضحية، وما أظهره من كفاءة في إدارته للبلاد وفي إحباطه للهجمة الصليبية التي قادها (شارلكان) والتي كان له فضل لا ينكر في إدارة حربها. ومضى (محمد حسن باشا) إلى حشد الإمكانات والقوى بمجرد الانتهاء من معركته. وعمل على استثمار الظفر فتقدم على رأس جماعة قليلة من الجيش إلى (بسكرة) وغيرها من بلاد (الزيبان) وما يحيط بها حتى تخوم الصحراء، وأسفرت رحلته هذه عن انضمام كل هاتيك الجهات إلى النظام الجديد الذي ثبتت جذوره في العاصمة الجزائرية.
لكن أعداء الداخل لم يتوقفوا عن التآمر مع أعداء قومهم