للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومكث الإمبراطور أربعة عشر يوما في (بجاية). وغادرها يوم (١٦) تشرين الثاني (نوفمبر) ١٥٤١م بعد أن وعد حاميتها بالدعم السريع والإمداد العاجل، وعندما وصل إلى بلاده، رمى بتاجه إلى الأرض، وأقسم ألا يضعه على رأسه إلا بعد استيلائه على الجزائر.

وحرم نفسه من وضع التاج لأنه لم يتمكن أبدا من تحقيق هدفه. وبقيت الجزائر (المحروسة) منيعة على المعتدين.

فاقت نكبة الجيش الصليبي الذي قاده (شارلكان) كل نكبة تعرضت لها الحملات الصليبية من قبل. إذ بلغت خسارة هذا الجيش (٢٠٠) سفينة من بينها (٣٠) سفينة حربية و (٢٠٠) مدفع و (١٢) ألف مقاتل - بين قتيل وغريق وأسير - بالإضافة إلى كامل عتاد الحملة وتجهيزها وتموينها. وكانت غنائم المسلمين عظيمة وصفها أحد مؤرخيهم بقوله: (وبقيت الجزائر كالعروس تختال في حليها وحللها من رخاء الأسعار، وأمن الأقطار ولم يبق لهم عدو يخافون منه، وشاعت هذه القضية في مشارق الأرض ومغاربها، وبقي رعب المسلمين في أعداء الدين مدة من الزمن بأمن الملك العلام ... وخلف اللعين لأهل الجزائر ما ملأ أيديهم غناء، وكسبت البلاد من ذلك أموالا طائلة، وفرج الله على أوليائه المسلمين) (١).

وفي يوم ٢٥ كانون الأول (ديسمبر) ١٥٤١ بعث الكونت (الونزو دي قرطبة) تقريرا من وهران إلى والده (الكونت د. الكوديت) حاكم وهران. حيث كان ينوب عنه أثناء غيابه وجاء في التقرير ما يلي:


(١) عن: حرب الثلاثمائة سنة، أحمد تويق المدني، ص ٢٩٧ - ٢٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>