لعبة (الهدم والبناء) من اللعب الإنسانية الباقية ما بقي الإنسان على وجه الأرض، يمارسها الأطفال صغارا (للعبث والتسلية). ويمارسها الكبار رجالا (للتطوير نحو الأفضل والأمثل) وتمارسها الهيئات في المجتمع، بعضها ضد بعض (في الغابة الكبيرة) حيث يفرض الأقوى - وليس الأصلح دائما - وجوده على الأضعف حتى يسخره لتحقيق أهدافه - التي قد لا تكون أهدافا فاصلة باستمرار وقد أتقن الإنسان هذه اللعبة - لعبة الهدم والبناء - وعمل على تطويرها دائما (فكانت لعب الميكانو الحديثة للأطفال نموذجا لها). كما عمل أيضا على تطبيقها في الحياة العملية، سواء ضمن المجتمع الواحد، أو فيما بين المجتمعات المتناحرة أحيانا، والمتعايشة في أحيان أخرى، والتي تستمر في كل الحالات بممارسة لعبة الهدم والبناء، بعضها ضد البعض الآخر. كل ذلك والحياة الإنسانية ماضية في مسيرتها الجبارة متجاوزة هؤلاء القائمين بالهدم وأولئك من ضحايا عملية الهدم لتقرر في النهاية مصير (لعبة القدر).
اكتسبت (لعبة الهدم والبناء) في (ليل الاستعمار) أبعادا