يستخدمها التنظيم السري السياسي لبث الدعاية، ودفع الشعب إلى التكتل حول الحركة الوطنية، وإعداده للمعركة الحاسمة، فهي: البيانات - المنشورات - السرية، ولصق الإعلانات والقيام بطرح الشعارات الجماهيرية في مناطق تجمعات الشعب، وإصدار كتيبات عن أعمال الاستعمار الوحشية. وكثيرا ما كانت هذه الكتيبات تتضمن لمحة عن تاريخ الجزائر المستقلة - قبل الاستعمار الإفرنسي - وذلك بهدف ربط الجهاد بالأصالة الثورية للجزائر. وكان التنظيم السري يحرص كل الحرص على فضح جميع المؤامرات الاستعمارية التي كانت تحاك ضد الشعب الجزائري. كما كان ينظم التظاهرات والإضرابات الاجتماعية. فهو الساهر على مصلحة الشعب الجزائري، وهو طلائع التضحية والجهاد.
لقد شعرت الإدارة الإفرنسية في الجزائر - والمستوطنون الإفرنسيون - بأرض الجزائر وهي تميد من تحت أقدامهم. غير أنهم لم يتمكنوا من إمساك الخيوط المحركة لهياج الجماهير، فكانت مذبحة ٨ أيار - مايو - وسيلة للقضاء على (المجهول). ولم تكن أعمال إبادة الأطفال والشبان في سطيف وقالمة وسواهما سوى محاولة لإجهاض ثورة المستقل، غير أن هذه المحاولة، على قسوتها، وعلى وحشيتها، لم تزيد النار إلا ضراما. إذ أنها قدمت للتنظيم السري الشواهد الثابتة على صحة المنطلقات النظرية التي كان يطرحها على الجماهير.