كان لا بد للأمير عبد القادر بعد ذلك من تحديد المبادىء العامة لأعماله القتالية والتي تتناسب مع الطبيعة الجيو استراتيجية للإقليم، وحجم القوى، والتي لخصتها المقولة التالية:(إن العرب لا ينكرون قوة فرنسا وقدرتها، غير أننا لا نحاربكم محاربة نظام وترتيب، ولكن محاربة هجوم وإقدام. وإن خرجت كتائبكم وقواكم نتقهقر أمامها متوغلين في الصحاري بأهلنا وأثقالنا، ولا نترك مجالا للقتال حتى ترجعوا، ثم نبقى على هذه الحال حتى تضعف شوكتكم وتلين قوتكم) وكانت هذه المقوله التي خاطب نائب الأمير فيها القائد الإفرنسي (دي ميشيل) إيجازا لأسس (حرب الحركة). وقد سبقت الإشارة إلى ما اتخذه الأمير من إجراءات إدارية للتخفيف من حركة القوات، وعدم إرهاقها بالأعباء التموينية (إقامة المطامير) وتأمين الخيول ووسائط النقل. غير أن عبقرية الأمير في مجال تطوير حرب الحركة أسفرت عما عرف باسم (الزمالة). وهي عبارة عن جزء من تنظيم (المدينة المتنقلة الضاربة في عرض الصحراء) وكانت هذه المدينة المتحركة تتكون من ثلاثة أقسام:
أولها:(الزمالة) فيها مقام الأمير وآل بيته وحاشيته.