ذلك هو الموقف على ساحة المغرب العربي الإسلامي، في بداية تكون دويلاته المستقلة، والتي أصبحت خاضعة (بصورة رسمية) للخلافة العثمانية، ووقع عبء الجهاد على العالم الإسلامي في شرقه ومغربه. وهكذا وبينما كانت الجزائر تبني قدرتها الذاتية لما فيه قوتها وقوة العرب المسلمين، كانت الإمبراطورية العثمانية تخوض صراعا مريرا على كل جبهاتها وبصورة خاصة على جبهتها الأوروبية وفي البحر الأبيض المتوسط وكان أسطول الجزائر ينضم إلى الأسطول العثماني عند وقوع أي معركة بحرية، كما كان الأسطول العثماني يسرع لنجدة الجزائر في كل مرة تتعرض فيها للعدوان. وقد وضع (خير الدين بربروس) أساس هذه السياسة الاستراتيجية وترك للإمبراطورية أسطولا قويا. وعلى الرغم من المعاهدة التي عقدت مع النمسا في شباط - فبراير - ١٥٦٨ م، فقد استمرت البندقية في أعمالها العدوانية متخذة من قبرص قاعدة لها وتمكن (اليهودي يوسف ناسي) الذي كان أثيرا عند السلطان (سليم الثاني ١٥٦٦ - ١٥٧٤) من إقناع السلطان بضرورة شن الحرب على البندقية بعد أن امتنعت هذه من تنفيذ ما طلبه السلطان إليها. وتمكنت الجيوش العثمانية من احتلال قبرص دون كبير عناء. وكان أسطول (البندقية) يرابط في تلك