للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - صدق الثورة ينتصر على كذب الاستعمار

وتستمر الثورة في طريقها، متمسكة بفضائلها، معززة لقيمها، متباهية بأخلاقها، متحلية بإيمانها، لا يردعها عن هدفها رادع، ولا يحرفها عن طريقها عارض، مهما كبر وتعاظم، ويظن الاستعماريون أنهم بافتراءاتهم ومزاعمهم الكاذبة قادرون على حجب وهج الحقيقة الساطعة والمعتمدة على صدق الثوار وعزيمة الأحرار. فلا تلبث المزاعم الكاذبة أن تتهاوى، ولا تلبث الأقنعة المخادعة أن تتساقط. وتصاب الأجهزة الاستعمارية بالإحباط المرة بعد المرة، وتتلاحق عليها الهزائم الكرة بعد الكرة، وتتلقى الضربات الموجعة الصربة في إثر الضربة، وكان من أقسى تلك الهزائم، وأوجع تلك الضربات هي التي جاءت عن طريق (المحايدين) من المراقبين، أو حتى عن طريق الفرنسيين ذاتهم ممن عاشوا حياة الثورة بصفائها ونقائها وطهرها، سواء بسبب وقوعهم في أسر الثوار، أو بسبب معايشتهم لظروف الثورة. وقد تحدث الأسرى الفرنسيون بصراحة أذهلت الاستعماريين، فكان في ذلك نصرا حاسما من انتصارات جيش التحرير على الأكاذيب الفرنسية (١).

لقد أطلقت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في بداية سنة


(١) المرجع، مجلة (المجاهد) الجزائرية، العدد ٤٣ تارخ ١/ ١٩٥٩/٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>