(١٩٥٩) سراح مجموعة مكونة من (١٦) أسيرا، بينهم أسير سويسري و (٦) مدنيين فرنسيين والبقية من العسكريين الفرنسيين. وقد كان لهذا العمل الإنساني صداه البعيد في أوساط (الصليب الأحمر الدولي) الذي نشر بلاغا عبر فيه ارتياحه لموقف جيش التحرير - وقد قام جيش التحرير الوطني بهذا العمل الإنساني في الوقت الذي كان فيه العسكريون الفرنسيون يمارسون أبشع أعمال القمع والعنف والتعذيب ضد المدنيين الجزائريين، وفي ذات الوقت الذي يتعرض فيه أكثر من مليون جزائري في مراكز التجمع الى الموت البطيء والمجاعة المنظمة. وقد صرح أسيران فرنسيان ممن كانوا بالولاية الثالثة، تصريحات عبرا فيها عن المعاملة الطيبة التي يلقاها أسرى جيش التحرير، وكان في أقوالهما ما يلي:(إننا نحب أن نعلن عن المعاملة الطيبة التي لقيناها من الوطنيين الجزائريين، فلم نتعرض أبدا للشتم أو الإهانة، ولم يستعمل ضدنا أي ضغط مادي أو معنوي، وكنا نتناول طعامنا قبل الجميع. وفي غالب الأحيان كنا نخجل من هؤلاء الرجال الذين يعاملوننا بمنتهى الطيبة والروح الإنسانية في الوقت الذي خربت ديار أكثرهم وقتلت عائلاتهم).
(لقد كنا نظن أننا وقعنا بين أيدي عصابة من القتلة، ولكننا اكتشفنا جيشا نظاميا، ولقينا رجالا يمتازون بالنظام والحماسة والعزيمة القوية ويجاهدون لتحقيق هدف نبيل يؤمنون به.
إن جنود جيش التحرير شبان متفائلون، يستقبلون الحياة بالبهجة والثقة، وهم يضجون حيوية ونشاطا، ويشعر الإنسان معهم أن الحياة تتدفق من نفوسهم الفتية، الشابة، في قوتها وخصب، وأن هذه الصفة هي الميزة الرئيسية لكل من وقفوا حياتهم في جميع