للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنحاء العالم من أجل خدمة العدالة والحرية.

إن أهم ما لاحظناه كذلك هو الروح الأخوية المهيمنة على علاقات جنود جيش التحرير بعضهم ببعض. فالضباط والجنود يعيشون بطريقة واحدة، ويتناولون طعاما واحدا. ولا تمنع الروح الأخوية من وجود طاعة شاملة ونظام متين يستمد قوته من كونه صادر عن طواعية واختيار.

لقد كان ضباطنا يقولون لنا في الثكنات أن جنود جيش التحرير لا يجدون ما يأكلون، ويتغذون من الأعشاب وجذور النباتات، ولكننا وجدنا الأمر على النقيض من ذلك؛ فالطعام متوافر بكميات كافية، وهو جيد في نوعه - في معظم الأحيان - وقد دهشنا للمستوى الرفيع من التنظيم الذي لم يكن لنا أن نتصوره على الإطلاق. ولقد رأينا وحدات عديدة وهي مسلحة بأفضل وأحدث الأسلحة. والتقينا بممرضين أكفياء، وبرجال فنيين يعملون في صناعة الأسلحة وإصلاحها، وبغيرهم من العناصر التي لا يضمها إلا جيش منظم حديث).

...

ومقابل ذلك، فإن معنويات الجيش الفرنسي منهارة جدا، فهو لا يحارب في سبيل مثل عليا أو هدف نبيل. ونحن نعلم أن الحرب التي يدفعوننا إليها تقوم على الظلم والاستعمار. ولو كان الجنود الفرنسيون يحاربون دفاعا عن استقلال وطنهم، لأظهروا نفس العناد، وذات الشجامعة التي يبديها مجاهدوا جيش التحرير الوطني

الجزائري، ولكنهم يرفضون أن يقتلوا من أجل حفنة من الاستعماريين (الكولون). إن الجندي الفرنسي يؤدي مهمته في

<<  <  ج: ص:  >  >>