لقد عانت المرأة الجزائرية من قوة الإرهاب ما عانت. واحتملت من الأهوال فوق ما يحتمل. وكانت شريكة للجزائري الرجل، مجاهدا، أو فدائيا، أو مسبلا، أو حتى عاملا بسيطا وفلاحا متواضعا يعيش حياته في (مشتاه المنعزل). وإذا كانت المرأة الجزائرية قد تأثرت مباشرة بما يحدث من دمار شامل وإبادة عامة، تقع تحت سمعها وبصرها إن لم تكن هي ذاتها ضحية لها. فقد كانت هناك ممارسات أخرى لا تطالها مباشرة في بعض الأحيان، إلا أنها لم تكن بمعزل عن التأثر بها بصورة غير مباشرة. فقد مارس الاستعماريون الفرنسيون أعمال (التهدئة) بطرائق أكثر وحشية مما عرفه العالم عن طرائق النازيين والمغول (التتار). وقد أشارت المصادر الفرنسية ذاتها إلى بعض هذه الممارسات، وما لم يعرف هو أعظم وأرهب. وقد يكون من المناسب استقراء ملامح بعض هذه الممارسات (حتى لا ننسى):
قال مجند فرنسي: إذا كانت هناك أعمال تتكرر باستمرار، في مجال التعذيب، فإن العمل الذي سأقصه عليكم لم يقع إلا بقلة، لكنني أريد تسجيله حتى تعلموا إلى أي درجة من الوحشية يستطيع أن