(منجم أ. أ.) وصدرت الصحف يوم الثلاثاء، وهي تحمل بلاغا عسكريا يقول:(إنه قد وقعت معركة قرب (منجم أ. أ.) أسفرت عن مقتل ستة من الثائرين.
يمكن هنا الإشارة الى تلك الرسالة التي تحمل تاريخ ٣٠ نيسان - أبريل - ١٩٥٦. والتي تضمنت ما يلي:
(أطلق أحد الفدائيين النار على أحد حراسنا منذ (١٢) يوما، فأصابه بجراح. وذلك على مقربة من إحدى القرى. فهاجم جندنا القرية، وأخرج سكانها. واختار من بينهم عشرة رجال تم إعدامهم فورا.
وكانوا من العمال في المنجم المشهور. وارتاع سكان القرى، فأخلوها والتجأوا جميعا إلى القرى المجاورة. وكان السكان الأوروبيون يرون هذه الحادثة، وهم يذرفون الدموع لأن هؤلاء العمال الذين أعدموهم كانوا رفاقا لهم، وكانوا يعملون معهم جنبا إلى جنب في المنجم المذكور).
لقد تم إعدام هؤلاء الرجال، وسواهم، من غير محاكمة، ومن غير تحقيق حقيقي. وقد تم في يوم ٢٨ آذار - مارس - ١٩٥٦ إعدام (٣٢) رجلا بطريقة مريعة، فيما بين الظهر والغروب بدوار قرية (أولاد الباشا) وذلك بعد أن عذبوا بقسوة ووحشية حتى اختفت صور وجوههم، ولم يعد بالإمكان معرفتها لكثرة ما لحق بها من التورم والكسور. ولم يكن هؤلاء الرجال قد حملوا السلاح، أو شاركوا في الثورة، وإنما كانوا يعيشون في مشاتيهم ويمارسون أعمال الزراعة - الفلاحة - وهم آمنين وادعين فحملوا على المكاره حملا (١).