١٩٥٦) فقد وقعت عربتا نقل تابعتان لقوة المظلات في كمين نصبه الثائرون. وكانت نتيجة الكمين أن قتل ضابط صغير وجندي فأخذت فرقتنا تستعد للرد، والانتقام، وتحركت راجلة نحو السهل في الساعة الرابعة صباحا. وبدل أن تذهب لإمداد القوة التي وقعت في الكمين. توجهت قوتنا نحو قريتين من القرى المجاورة لنا. وهناك بدأت عملية التفتيش واعتقال الرجال، وضربهم المبرح. وكانت القريتان على بعد خمسمائة متر من معسكرنا، وعلى بعد ثمانية أو تسعة كيلومترات من مكان الكمين. ولكن رجالنا وقع اختيارهم على القريتين لصب جام الانتقام عليهما. وباشرت الفرقة الأولى عملية السلب والنهب، فلم تترك شيئا إلا أخذته. أما قوتنا فقد كان سلوكها أفضل، وبعد هذه العملية صعدنا فوق هضبة وأخذنا نشاهد هجوم الطائرات المقاتلة على القرى وتدميرها لها، وكأننا على مسرح.
وخلال هذه الفترة، من شهر آذار - مارس - ألقى أحد الفدائيين في (وادي الزناتي) قنبلة على جندي فرنسي، فأصابه بجرح خطير، وجاء رد الفعل الفرنسي سريعا جدا. إذ وقع الهجوم على الحي المجاور للمنطقة التي وقع فيها الاعتداء. وسيق كل المسلمين الذين يسكنونه إلى مركز الدرك - الجندرمة - حيث قضوا كامل الليل، ثم وقع اختيار الدرك على ستة من الرجال أعدموا فورا. وأذيع بيان على الأهلين بأنه سيعدم من بينهم ثلاثون رجلا كلما وقع اعتداء على أحد الجنود الفرنسيين. وفي اليوم التالي. أطلق رجال
الشرطة - البوليس - سراح ستة من المسلمين، كان قد ألقي القبض عليهم منذ أسبوع، ولم تثبت إدانتهم بشيء، فتسلم العسكريون فورا هؤلاء الستة وذهبوا بهم. وفي صبيحة يوم الاثنين (٢٦ - آذار - مارس) اكتشف الناس جثث هؤلاء الستة في المكان المعروف باسم