في أم رأسه. وعندما كنت عائدا، لاحظت فيما بين بلدتي (قابس) و (خنشلة) عددا من القرى المحترقة. وبحثت عن سبب ذلك، فتبين لي أن قوة من جنود المظلات قد وقعت في كمين بهذه الناحية منذ أسبوع. وخسرت اثنين من رجالها. ثم جاءت قوات الدعم فأطلقت عليها رصاصة من إحدى الديار، فبادر المظليون إلى إحراق دور القرية جميعها.
انطلقت في الساعة الحادية عشرة صباحا (١١٠٠) من يوم ٧ آذار - مارس. نيران مدفع رشاش. ورأيت على بعد جماعة من العرب يفرون، ثم سقط أحدهم على الثرى. فجرى الجند نحوه. وكان الرجل يتخبط بدمه ويحاول النهوض، فضربه أحدهم برصاصة اخترقت صدره، واستطاع مع ذلك أن يسير مسافة كيلومتر كامل. وهو يعالج الآن في مستشفى (خنشلة) وقد تبين فيما بعد أن هذا الرجل كان قادما من عند ضابط المخابرات. وفي المساء، عمل الملازم (س) ورجاله من المظليين على تعذيب الجماعة المأسورة
من العرب. وبدؤوا عملهم بضرب الأرجل على الخصيتين، والصفع بالأيدي على الوجوه والصلب من الأيدي ومن الأرجل. وكان رفاقنا يمرون وينظرون ويسمعون صراخ المعذبين. وقيل أنهم اعترفوا بأشياء كثيرة. وعندما شاهد الملازم جنوده وهم يتابعون أعماله، سألهم: لماذا تنظرون هكذا؟ فأجابوه: نحن نتلقى عنك الدروس الصالحة أيها الملازم. فقال لهم: هذا حسن. لكن لا تبقوا هنا وسأتولى بنفسي تعليمكم هذه الأعمال في فرصة أخرى (١).
كانت الحركة عظيمة في معسكرنا بالأمس (بداية آذار - مارس -